من طرف قــــنـــاص جــــدة الثلاثاء مارس 04, 2008 4:14 pm
تنكر مصري في زي امرأة ليستطيع الوقوف في طابور النساء أمام أحد المخابز، نظرا لقلة الزحام فيها؛ هربا من "المعارك الطويلة" التي يشهدها طابور الرجال.
وتشهد المخابز المصرية هذه الأيام زحاما شديدا للحصول على رغيف الخبز، تتحول في كثير من الأحيان إلى تدافع -خاصة في طوابير الرجال- مما يتسبب في وقوع ضحايا.
هذا الحال دفع المصري سيد رشوان إلى ارتداء زي امرأة منقبة، والوقوف في طابور النساء أمام أحد المخابز في حي عابدين وسط القاهرة مساء الإثنين 3-3-2008.
إلا أن إحدى السيدات لاحظت سلوكيات غير طبيعية عليه فشكت في أمره، وهمست في أذن امرأة أخرى بجانبه لتراقبه، وبعدها اكتشفتا أنه رجل، فانهال عليه الواقفون في طابوري النساء والرجال بالضرب والصفع. واستدعى الأهالي دورية الشرطة للقبض على الرجل بتهمة التنكر والتحرش الجنسي بالسيدات.
وحضر مندوب الشرطة، واستمع إلى الرجل الذي ذرفت عيناه بالدموع أمام الناس من شدة الضرب ومن قسوة المأساة التي يعيشها كل يوم، هو ومعظم المصريين من أجل الحصول على رغيف الخبز الذي أصبح يشكل أزمة حادة توشك أن تفتك بالمصريين. ونفى الرجل لمندوب الشرطة عن نفسه تهمة التحرش بالنساء في مكان عام.
وقال رشوان: "كل ما فكرت فيه هو الحصول على رغيف الخبز المدعم، وما فعلته هو مجرد حيلة للتغلب على شدة الزحام، وتجنب المعارك التي تحدث باستمرار أثناء الازدحام".
وأضاف "لم أرتكب جريمة حينما فكرت في ذلك، فكيف أطعم أولادي ورغيف الخبز غير المدعم أصبح ثمنه 50 قرشا، فلو اشتريت لهم كل يوم 10 أرغفة بواقع 5 جنيهات سيصبح المجموع 150 جنيها شهريا من أجل الخبز فقط، في حين أن راتبي الشهرى 400 جنيه فقط".
إحدى السيدات كانت تقف بجوار الرجل أثناء إدلائه بأقواله، شهدت أنه لم يرتكب ذنبا ولم يتحرش بالنساء. وقالت يكفي ما أخذه الرجل من "علقة ساخنة" وليس ذنبه أن يعاقب من أجل الحصول على رغيف الخبز الذي أصبح نادرا هذه الأيام.
وقدر مندوب الشرطة الموقف، فانسحب في هدوء تاركا الرجل بعد أن خلع النقاب ووقف في طابور الرجال. |